ما المقصود بالديكور المنزلي على طراز لاجوم؟

يمكننا أن نترجم مصطلح «لاجوم» السويدي إلى اللغة العربية بمعنى «ما يكفي» أو «بلا زيادة ولا نقصان»، فمفهوم لاجوم يحوي في جوهره التوازن والإنتاجية. ومن أجل استشعار هذا التوافق والتوازن يجب تطبيق مفهوم لاجوم سواء في حياتك المنزلية أو حياتك العملية. قد يبدو هذا التعبير نظريا مجردا، ولكن المسألة في حقيقة الأمر أبسط من ذلك: فأساس مفهوم لاجوم هو التفكير العملي وعدم تعقيد الأمور، والوصول إلى كل ما تحتاجه في أجواء منعشة بأكثر طريقة عملية ممكنة. بمعنى آخر يعني مفهوم لاجوم أن خلق حالة من التوازن في المكان الذي تعيش فيه ليس مرتبطا بالبعد الجمالي فحسب؛ بل إن طريقة ترتيب المكان واستخدامه أيضا يحمل نفس القدر من الأهمية. أي استخدام الإضاءة المناسبة حين تستخدم مساحة ما في المنزل لتناول الطعام، والإضاءة المناسبة للقراءة حين تقرر القراءة…

يرتكز مفهوم لاجوم على عنصر أساسي وهو وجوب توافر كل ما تحتاجه في متناولك، وأن توفر لك مساحتك المعيشية لك كل ما تحتاجه بسهولة. وفي نفس الوقت يجب أن تكون هناك مساحة كافية للحركة، أي عدم تقيد مساحة الحركة الخاصة بك بأي صورة. وتحقيق كل هذا والمزيد، وتطبيق مساحة معيشية على طراز لاجوم أمر في متناول يدك.

بينما يشير الطراز المينيمالي (التقليلي) إلى أقل القليل والطراز الماكسيمالي إلى مفهوم الكثرة، يُبرز طراز لاجوم مفهوم التوازن. لذلك يصنف لاجوم على أنه النقطة الوسطية بين الطرازين. فإذا كان الطراز المينيمالي بسيطا بشكل لا يناسبك ولكن في نفس الوقت لا تفضل الفوضى والزحام في الطراز الماكسيمالي، يمكن أن يكون مفهوم لاجوم هو بالضبط ما تبحث عنه.

لاجوم والمرح

المحتويات
• لاجوم والمرح
• أهمية الطبيعة في طراز لاجوم
• أي الألوان أكثر رواجا في الديكور على طراز لاجوم؟
• الكلمة المفتاحية: الاستدامة
• النوعية وليس الكمية
• لا للسجاد، مرحبا بالكليم
• لمن يبحث عن مصدر إرشادي حول لاجوم
• إذا أردنا نقل العناوين المهمة في الكتاب باختصار:
يشبه طراز لاجوم الاتجاه الرائج في السنوات الأخير لمفهوم المرح «hygge» إلا أن هناك بعض الاختلافات الأساسية بين المفهومين. ففي البداية يعود مفهوم لاجوم في الأساس إلى السويد بينما مفهوم المرح hygge يعبر عن أسلوب معيشة الشعب الدنماركي، والذي يركز على بناء مساحة معيشية دافئة غير مصطنعة تتيح لهم الاستمتاع بحياة سعيدة وهانئة. أما لاجوم فيركز على تسهيل الحياة وإضفاء الراحة والتوازن عليها. وفي هذا الإطار تبرز أهمية مفهوم طراز لاجوم للوقت أيضا. إذ يستهدف طراز لاجوم إلى الحد من الأشياء التي تستغرق وقتا بلا داعي، وبالتالي تسعى لإيجاد حلا دائما لحياتنا اليومية السريعة.

أهمية الطبيعة في طراز لاجوم

يمكننا القول إن طراز لاجوم يتبنى مفهوم ديكور متجانس ومتناغم مع الطبيعة. تزيين المنزل بالنباتات المتنوعة دون إفراط، سيكون خيارا عمليا لبناء التوازن الذي تبحث عنه. فلمسة الطبيعة الناعمة وسط الأجهزة التكنولوجية والميكانيكية والمعادن والخشب يقود بيتك نحو طراز لاجوم بصورة أفضل. وتناسب النباتات طراز لاجوم من حيث مفهوم الاستدامة أيضا. فلست مضطرا إلى ترك الطبيعة في الخارج!

أي الألوان أكثر رواجا في الديكور على طراز لاجوم؟

يبرز اللون الأبيض كرمزا للنقاء والبدايات الجديدة والسلام، كما أنه يتميز بأنه عاكس للضوء ويضفي شعورا بالوسع والمساحة على الأماكن، وهو من أكثر الألوان الذي يوصي باستخدامها المهندسين لكونه يظهر المكان أوسع مما هو عليه. ومن أكثر الألوان التي تستخدم في الديكور على طراز لاجوم هي الأبيض والرمادي واللون الكريمي. ولكن العامل الذي يلعب الدور الرئيسي في تحديد درجة اللون هو بالتأكيد الضوء. على سبيل المثال، يمكنك تفضيل اللون الكريمي في الغرفة التي يكون اتجاهها للشمال، بينما سيكون من الأفضل استخدام اللون الأبيض الذي يميل إلى الرمادي في الغرفة التي يدخلها ضوء الشمس بكثرة. مفهوم لاجوم يعبر عن فلسفة التوازن، وبالمثل فإن اللون الأبيض هو رمز التوازن، والشعور بالأمان هو من أفضل ما يميزه…
بيد أن اللون الأبيض ليس اللون الوحيد الذي يستخدم في الديكور على طراز لاجوم. فالألوان الباهتة من الألوان التي تستخدم كثيرا، مثل اللون الأخضر النعناعي والأزرق السماوي واللون القرميدي واللون الخوخي والزهري الفاتح… جميع هذه الألوان تناسب فلسفة لاجوم التي تبرز السكينة والراحة والانتعاش.

الكلمة المفتاحية: الاستدامة

كما هو معروف فإن الموضة في مجال الديكور تتغير باستمرار، ففجأة تجد أن الغرض الذي اشتريته العام الماضي أصبح لا يواكب الموضة… ولكن طراز لاجوم يستثني نفسه من هذه الاتجاهات المؤقتة والمتغيرة. يعتمد الديكور على طراز لاجوم على المنتجات والأشياء التي تستخدم لفترات طويلة دون أن تبدو قديمة أو خارجة عن إطار الموضة، أي يعتمد على الأغراض المستدامة بنسبة كبيرة. وبالتأكيد الأمر لا يقتصر على ذلك… فمن المهم أن تكون الأغراض صديقة للبيئة ولا تسبب ضررا للطبيعة. لذلك من الأفضل أن تتجه إلى المنتجات والإكسسوارات والأقمشة المصنوعة من المواد الطبيعية مثل الكتان والخشب والبامبو والفخار، والمعرضة لأقل قدر من المعالجة. وبالطبع لا نستثني الإضاءة أيضا من هذه القاعدة. فالإضاءة بدرجات الألوان الطبيعية تعتبر عنصرا لا غنى عنه في الديكور على طراز لاجوم.

النوعية وليس الكمية

من النقاط المهمة التي لا يجب إغفالها على الإطلاق حين يتعلق الأمر بالديكور على طراز لاجوم: أن النوع دائما يعلو على الكم. بالرغم من أن هناك بعض الاختلافات بين طرازي لاجوم والمينيمالية إلا أنهما يتفقان في أن الكمية وحدها لا تعني شيئا. بالتأكيد يمكن أن تكون رغبتك هي الاحتفاظ ببعض الأشياء المحددة بكمية أكثر ولكن بشرط أن تكون هذه الأشياء عالية الجودة ولا تسبب الشعور بضيق المساحة في المنزل ولا تكون صعبة الاستخدام أو توضع بشكل يؤثر على الراحة. يمكن أن تكون قليلة أو كثيرة، فمربط الفرس هنا هو التوازن. لأن إذا فقدت التوازن فقدت سكينتك.

لا للسجاد، مرحبا بالكليم

لا يفضل طراز لاجوم السجاد لأنه يرى أنه غير صحي. إنما يميل هذا الطراز إلى الكليم حيث المظهر الأنيق والناعم والحجم الصغير، بالإضافة إلى النظافة والصحة. فتزيينك لبعض أجزاء منزلك بالكليم الذي يعبر عن ذوقك سيزيد من شعورك بالسعادة.

لمن يبحث عن مصدر إرشادي حول لاجوم

يرد في الكتاب الذي ألفته الكاتبة السويدية لينيا دون والذي ترجم إلى اللغة التركية بعنوان؛ Lagom: İsveçlilerin Dengeli Yaşama Alanı Sanatı (طراز اللاجوم: الفن السويدي للمعيشة المتوازنة)، معلومات وتفاصيل حول مفهوم لاجوم وكيفية تطبيق هذه الفلسفة في حياتنا، بأسلوب فصيح وطلق. ننصحك بقراءة هذا الكتاب إذا كنت تبحث عن مصدر إرشادي حول طراز لاجوم.

إذا أردنا نقل العناوين المهمة في الكتاب باختصار:
• لا تصل إلى النتائج التي تهدف إليها من خلال عدد ساعات العمل الطويلة، إنما من خلال العمل بفاعلية وإنتاجية. لذلك لا تهمل أخذ استراحة لمدة خمسة دقائق بعد كل ساعة عمل.
• كن واقعيا عند إعداد قائمة المهام، فلا يكن برنامجك مكثفا أو مخففا.
• اختر الأثاث العملي والبسيط والمريح، لتحصل على الراحة التي تريدها في بيتك.
• حاول أن تقضي وقت ذا جودة عالية مع من تحب. لست مضطرا للكلام طوال الوقت، فأي نشاط تفعله معهم يمكن أن يكون ممتعا.
• ابتعد عن كل الحسابات والتطبيقات والأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تسبب لك السعادة، أو لا تكون ملهمة لك، أو التي لا تشعرك بالراحة!
• أصبحت الحياة اليومية مليئة بالضغوط والالتزامات بالفعل. لذلك، يجب أن تحدد أولوياتك جيدا. لا تهمل الاستراحات، وقضاء الأوقات الجميلة مع أهلك ومن تحب في المساء، فهذه الأوقات هي أكبر وقود يدفعك للاستمرار والعمل بفعالية في اليوم التالي.