طرق الحفاظ على دفء منزلك في الشتاء

ما زلنا نعيش أيام الصيف الأخيرة، إلا أن الشتاء أصبح على الأبواب. فقريبا تترك حرارة الشمس الدافئة مكانها للرياح والأمطار. علينا أن نعترف أن لموسم الشتاء سحره الخاص أيضا. ولكن المشكلة أن أغلبنا لا يحب الشعور بالبرد. لذلك إذا أردت خفض تأثير الأحوال الجوية الصعبة هذه إلى حدها الأدنى، يمكنك أن تفكر في اتخاذ بعض الخطوات الصغيرة بداية من الأيام الأولى لموسم الخريف. وستجد في هذا المقال نصائح قيّمة لتدفئة منزلك بطريقة أفضل مع تخفيض التكاليف!

الاستخدام الفعال للستائر 

حين تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض ومصروفات التدفئة في الارتفاع تأتي الشمس التي تعتبر المصدر الصحي والطبيعي والمجاني أيضا للحرارة لنجدتك! ففي الأيام التي تكون فيها الشمس مشرقة يمكنك الاستعانة بالستائر التول الرقيقة للسماح بدخول أشعة الشمس إلى منزلك وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة داخل المنزل. ولكن لا تنس أن بمجرد غياب الشمس ستنخفض درجات الحرارة وتشعر بالبرد لذلك يجب الحرص على استخدام الستائر السميكة في المساء. و بهذه الطريقة تكون قد منعت تسرب الهواء البارد من النوافذ إلى المنزل مما ينعكس بصورة إيجابية على مصروفات التدفئة.

إغلاق الفتحات التي تسرب الهواء في النوافذ والأبواب

رغم أن مشكلة تسرب الهواء أصبحت نادرة الحدوث في نوافذ بي في سي الجيل الجديد المكونة من طبقتين من الزجاج، إلا أن هذه مشكلة الفتحات التي تسرب الهواء متكررة في النوافذ الألومنيوم أو الخشبية على الطراز القديم. يمكنك منع الفاقد من الحرارة وبالتالي التوفير في الطاقة من خلال إصلاح هذه الفتحات. وإذا أردت أن تقوم بإصلاحها بنفسك يمكنك ببساطة الاستعانة بالمعجون الخاص بالنوافذ الذي يباع في متاجر بيع مستلزمات البناء.

وبعد الانتهاء من إصلاح النوافذ، يجب ألا ننسى العزل الحراري للأبواب. فلمنع تسرب الهواء البارد من فتحة الباب يمكن الاستعانة بالسدادات الإسفنجية أو الرغوية لسد الفراغ بين أسفل الباب والأرضيات. فتركيب هذه السدادات التي تلتصق ذاتيا تحت الأبواب وبالتالي التوفير في مصروفات التدفئة ليس أمرا صعبا على الإطلاق.

الاستفادة من سحر السجاد

يلعب السجاد دورا حيويا لا غنى عنه كجزء من ديكور المنزل، إلا أن في أشهر الشتاء يضاف إلى هذا الدور مهمة جديدة حيث أنه يقوم بدور عازل حراري! تظهر الأبحاث أن وجود سجاد على الأرضيات يزيد من العزل الحراري ويوفر في الطاقة حتى نسبة 10%. ولكن هنا يجب الانتباه إلى أن نوع السجاد نفسه عنصر مهم جدا في تحقيق هذا الدور. كما هو متوقع فإن السجاد السميك الممدود على الأسطح الواسعة يقوم بدور أكثر فعالية في مقاومة البرد الناجم عن الأرضية. بالإضافة إلى أن السجاد المصنوع من عدد غرز أكثر يقوم بمنع تسرب الهواء بصورة أفضل وبالتالي الحفاظ على درجة حرارة المنزل. لذلك سيكون هذا النوع من السجاد هو الاختيار الأمثل لفصل الشتاء.

إغلاق أبواب الغرف غير المستخدمة

قد تبدو ضمن التفاصيل الصغيرة إلا أن إغلاق أبواب الغرف غير المستخدمة يعتبر عامل توفير فعال فيما يخص استخدام الطاقة. فالحرارة الموجودة في المنزل تنتشر في جميع أنحاء المنزل. وهذا يعني تكلفة تدفئة أكثر. ولكن لم تزيد من تكلفة التدفئة من أجل غرفة غير مستخدمة؟ وعلاوة على ذلك، يمكنك إغلاق المشعات الموجودة في الغرف التي لا تستخدمها. على سبيل المثال، يمكنك تشغيل المشعاع في غرفة المكتب الخاص بك قبل البدء في العمل لمدة قصيرة، سيكون كافيا لتوفير مكان دافئ للعمل.

تفضيل الأقمشة السميكة

حين ينتهي فصل الصيف نضع ملابسنا الصيفية الرقيقة والناعمة على الرفوف ليحل محلها الأصواف الثقيلة والبنطلونات المخملية السميكة. فلم لا نتبع نفس النهج في المنزل أيضا؟ البطانيات السميكة الناعمة ومفارش الأريكة والمقاعد وكنزتك القديمة التي أحببت ارتدائها وأصبحت واسعة عليك… كل هذه الأشياء هي رفقاء دربك في رحلتك للوقاية من البرد… والأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، بل يمكنك استقبال أجواء الشتاء الساحرة في المنزل بأغطية الأسرة ذات النقوشات المميزة والشبشب المنزلي المريح وما شابه من تفاصيل تضيف مفهوما جديدا وأناقة لمنزلك.

الحفاظ على دفء الغرفة

كم نحب أن يكون منزلنا دافئا في الشتاء. ولكن قد لا يكون كل هذا القدر من الدفئ تصرفا صحيحا. فتدفئة الأماكن المغلقة بنسبة عالية يضعف من جهازنا المناعي في مواجهة البرد وبالتالي نكون أكثر عرضة للمرض. أضف إلى ذلك فاتورة الغاز الطبيعي المرتفعة في نهاية كل شهر والأضرار البيئية التي تسببها انبعاثات الكربون… وفي هذا الإطار علينا الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية قد حددت درجة الحرارة القياسية لغرف المعيشة وهي 21 درجة مئوية. أما الغرف الأخرى فترى منظمة الصحة العالمية أن درجة الحرارة المناسبة لها هي 18 درجة مئوية. وبالتأكيد إذا كان هناك أطفال أو كبار السن في المنزل يمكن رفع هذه الدرجة إلى 20 درجة مئوية. أي أن الخلاصة هي ضبط منظم الحرارة بين 18 و 21 درجة مئوية.

اختيار أماكن الأثاث بدقة

أولى الأخطاء التي نرتكبها أثناء ترتيب الأثاث المنزلي هي وضع الأثاث أمام المشعات. مما يعيق قدرة المشعات على توزيع الحرارة في المنزل بشكل فعال. ويترتب على ذلك إهدار في الطاقة من ناحية وبرودة المنزل من الناحية الأخرى. وللتغلب على هذه المشكلة يمكنك عمل تعديلات صغيرة في ديكورك المنزلي وتغيير مكان الأثاث من أمام المشعات لمنحها فرصة توزيع الحرارة بشكل أفضل وأكثر فعالية.

توجيه الحرارة إلى داخل المنزل باستخدام رقائق الألومنيوم

إن رقائق الألومنيوم التي توضع خلف المشعات قادرة على توجيه الحرارة الصادرة من المشعاع على الحائط إلى داخل المنزل لتساعد في تدفئة المنزل بشكل أفضل. قد يبدو هذا حلا غير تقليديا ولكن تنفيذه سهل وبسيط ويوفر حتى 5% من الطاقة المستخدمة للتدفئة.

وضع رفوف فوق المشعات

قد يكون وضع رف فوق المشعات حلا مثاليا، خاصة إذا كان سقف منزلك مرتفعا أو المشعاع قريبا من النافذة. كما نعلم، فإن الحرارة تصعد إلى أعلى. ولكننا نريد أن نحتفظ بها في الأرض. وتعتبر الرفوف التي يمكن وضعها فوق مشعات التدفئة بمثابة الحاجز الذي يقوم بالمهمة بنجاح باهر. فهي من ناحية تمنع صعود الحرارة إلى أعلى ومن الناحية الأخرى توجهها بشكل أفقي وتوزعها في أنحاء المنزل.

تحويل مروحة السقف للاتجاه العكسي

مراوح السقف هي أفضل الأصدقاء في شهور الصيف. تعتمد تقنية عملها على سحب الهواء الساخن إلى أعلى من خلال ألواح المروحة وإرسال الهواء البارد إلى أسفل وبالتالي تقوم بتدوير الهواء. ماذا إذا قلنا إن عكس هذا الأمر ممكن؟ فيمكنك زيادة درجة الحرارة في المنزل درجتين مئويتين عن طريقة تحويل اتجاه دوران مروحة السقف بالعكس. وستقوم ألواح المروحة التي تدور باتجاه الساعة إلى سحب الهواء البارد إلى أعلى وإرسال الهواء الساخن إلى أسفل.

مدفأة الحطب والشومينيه

لا تنتشر مدافئ الحطب كثيرا في أيامنا هذه. ولكن يمكننا التفكير في بدائل تندرج تحت هذه المجموعة تضيف روح الماضي إلى المنزل وتدفئ روحك قبل منزلك بصوت اشتعال الحطب. أما إذا كنت تبحث عن طريقة تدفئة أكثر رومانسية وأناقة ففي هذه الحالة يمكنك التوجه إلى مدافئ الشومينيه. رغم أن بناء الشومينيه أمرا مكلفا إلا أنك يمكن اعتباره استثمارا طويل المدى لتقليل مصروفات الطاقة المستخدمة في التدفئة.

بونص: أعد لنفسك مشروبا ساخنا

يتناول هذا المقال موضوع الحفاظ على المنزل دافئا؛ إلا أن هناك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتدفئة نفسك أيضا. شاي ساخن، كوب من الزيزفون برائحته الساحرة، سحلب ساخن يملأ روحك دفئا، أو احتساء فنجان قهوة لذيذ… كل هذه العوامل قادرة على تدفئتك في اللحظة كما أنها تزيد من مقاومة جسمك للبرد على المدى البعيد. إذا حان وقت إعداد مشروبا لذيذا لنفسك. والاسترخاء والاستمتاع بمنظر هطول الثلج من منزلك الدافئ.

في موسم الشتاء يمكننا اتخاذ بعض التدابير البسيطة التي من شأنها أن تلعب دورا موفرا سواء على المستوى الشخصي أو للحفاظ على البيئة. مهما بلغت البرودة في الخارج، نتمنى أن تمتلئ بيوتكم بالدفء وقلوبكم بالسعادة…